23 عائلة تقطن بيتاً واحداً
[right]الشارقة
أحمد مرسي:
قامت بلدية الشارقة بقطع الخدمات، من كهرباء وماء، عن أكثر من 300 سكن للعزاب خلال الشهر الماضي بسبب مخالفات في المسكن، كما قامت بتوجيه أكثر من 700 إشعار إنذار لسكن العزاب بتعديل أوضاعهم المعيشية، تحت طائلة قطع الخدمات، حسب ما أكد محمد سالم الكعبي رئيس قسم الأمن والعمليات في بلدية الإمارة.
وأضاف الكعبي أن البلدية ستكثف خلال الفترة المقبلة حملاتها التفتيشية على سكن العزاب في المناطق ''الرولة'' و''الناصرية'' و ''القادسية'' و'' المصلى'' و'' ميسلون'' وغيرها من المناطق التي يكثر فيها التجمعات السكانية للعزاب، وذلك تأكيداً منها على ضرورة الالتزام بشروط الســــلامة في تلك المساكن.
وأضاف لـ ''الاتحاد'' أن الحملات التي نظمتها البلدية الفترة الماضية على سكن العزاب كشفت وجود مخالفات عديدة تتعلق أغلبها بتركيب إضافات خشبية في تلك المساكن لتسكين أكبر عدد ممكن من العزاب بل والأسر أيضاً، حيث أثبتت الحملات وجود 23 عائلة، من جنسيات آســـــيوية، يتراوح أفراد الواحدة منها من شخصين إلى أربعة أشـــــخاص في بيت شعبي واحد بعد أن قاموا بتقسيمه بحواجز خشبية والسكن فيه.
وأضاف أن الحملات كشفت أيضاً وجود 15 عائلة تجمعوا في بيت واحد وبالطريقة نفسها، ووضع أسرة ذات طوابق متعددة في الحجرة الواحدة، مشيراً إلى أن البلدية طالبت السكان بالرحيل من السكن وإزالة الحواجز الخشبية غير المصرح بها.
وذكر رئيس قسم الأمن والعمليات في بلدية الشارقة، أنه سيتم تكثيف الحملات التفتيشية المبرمجة بشكل فجائي مع عدم الإفصاح عن المنطقة التي يتم التفتيش عليها سابقاً لعدم اتخاذ المخالفين احتياطات برفع المخالفات، خلال الفترة المقبلة والتي تتواصل طوال اليوم لضبط المخالفين.
وأشار إلى أن البلدية تقوم حالياً بثلاث حملات أسبوعية عن سكن العزاب ستزيد خلال الفترة المقبلة، وأنه سيتم تعيين عدد من المفتشين خلال شهر أغسطس المقبل (لم يتم تحديد عددهم) بعد اجتيازهم أربعة أشهر تدريب بعدما تم تخريجهم في الجامعة العام الماضي.
وأكد الكعبي أن بعض العزاب يتصرفون بطرق خارجة عن الذوق والآداب في الشارع العام من خلال ارتكابهم لأعمال منافية للعادات والتقاليد وعدم النظافة إضافة إلى تكدسهم في مكان واحد مما يسبب في تصرفات عشوائية.
وبيّن أن البلدية حددت خطا هاتفيا هو (993) للجمهور طوال ساعات اليوم لتلقي أي شكوى ضد مساكن العزاب وتصرفات قاطنيها وأنها تقوم بمتابعة تلك الشكاوى والتحرك تجاهها من خلال حملات تفتيشية يشارك فيها أفراد من قبل وزارة العمل والجنسية والإقامة بالشارقة وشرطة الإمارة إذا لزم الأمر.
وأوضح رئيس قسم الأمن والعمليات في البلدية، أنه وفي حال التأكد من المخالفة، يمنح مرتكبها مهلة أسبوع لتعديل الوضع بعدها يتم قطع التيار الكهربائي والمياه عن العقار ومن ثم تغريم مرتكبها حال الإصرار على المخالفة غرامات متفاوتة بين تسكين العزاب (خمسمائة درهم) والعائلات (ألف درهم) تتضاعف حال استمرار المخالفة.
من جهته أشار كمار ماسادور، يقطن في منطقة الرولة في الشارقة ويعمل في قطاع المقاولات إلى أنه يسكن في منزل تابع للشركة التي يعمل بها مكون من غرفتين ومجلس تم تحويله إلى مكان لنوم أيضاً للعمال، وأن إجمالي عدد العمال في تلك الشقة 18 شخصاً بمعدل ستة أفراد في الغرفة الواحدة.
وأضاف أن الشركة التي يعمل لديها تدفع له قيمة السكن وهو ما دفعه للاستمرار في تلك الأوضاع، مشيراً إلى أن الغالبية يجدون صعوبة في طريقة العيش واستخدام المرافق الأساسية في المطبخ والحمام داخل الشقة نظراً للعدد الكبير فيها.
من جانبه أشار محمد أكبر، باكستاني، يعمل في إحدى الورش بالمنطقة الصناعية في الشارقة، إلى أن صاحب العمل قام باستئجار شقة سكنية له ولزملائه العشرة من جنسيات آسيوية مختلفة، في منطقة الرولة بالشارقة.
وأضاف أنه وزملاءه لا يملكون قرارا إلا الموافقة على هذا الوضع خاصة في ظل الغلاء الكبير في السكن الذي تشهده البلاد، وأن هناك صعوبة في إقرار النظافة بصورة دائمة في ظل التجمعات السكنية في تلك المساكن.
من جهته أشار أحمد عبد الحفيظ سالم، يعمل محاسب في إحدى الشركات الخاصة بالشارقة، إلى أنه يقطن مع عائلته المكونة من أربعة أفراد (زوجته وطفلين) في شقة غرفة وصالة في منطقة الرولة بالشارقة وأن غالبية ساكني البناية من العزاب الآسيويين وأنه اضطر للسكن داخل تلك الشقة لسعرها المناسب مع ظروفه ولقربها من موقع العمل.
وأضاف أن هناك عددا قليلا من الأسر متنوعة الجنسيات في البناية وأنه يعاني نفسياً بصورة مستمرة من تصرفات قاطني البناية وخاصة العزاب كظهورهم من دون ملابس علوية داخلية والتواجد بصورة مستمرة في مدخل البناية وكذلك تعليق ملابسهم بصورة عشوائية من دون مراعاة لشعور الغير وكذلك إهمالهم وعدم نظافتهم الملحوظة على سكنهم.
وقال إنه لا يملك أن يقوم بأي تصرف حيالهم أو التخاطب معهم لتعديل سلوكهم باعتبار أن تلك التصرفات تنبع من إحساس داخلي لا يتغير إلا من الشخص نفسه كما أنه لا يملك قرار الانتقال لمكان أخر في ظل الزيادات المبالغ فيها في إيجار الشقق السكنية والتي تعاني منها كافة إمارات الدولة حالياً